هل تستخدم جهازك النقال لساعات طويلة ؟ اذًا أنت أكثر عرضة للإصابة بـ (Text neck)

مي الحمصي -راديو الكل

انعكس التطور التكنولوجي السريع في القرن 21 على نمط حياة الانسان، فتخلى الكثير من الأشخاص عن الورقة والقلم والآلة الحاسبة، ليستخدم بديلًا عنها الكمبيوتر ويصبح المساعد الأول للأشخاص في انجاز الأعمال المختلفة، أما الهواتف النقالة فكانت ثورة بحد ذاتها، بصغر حجمها وخفه وزنها، الأمر الذي أدى إلى انتشارها بشكل واسع على مستوى العالم، ليتحول هذا العالم المترامي الأطراف لقرية صغيرة بفضل مواقع التواصل المختلفة التي ظهرت لتصبح بديلًا للاتصالات الأرضية باهظة الثمن، وأصبح من الممكن أن تجلس ساعات طوال وأنت في سوريا تتحدث مع شخص آخر في أي مكان بالعالم وتراه كما لو كنتما سويّة، دون أن يكون الشاغل الأساسي لك هو الفاتورة التي ستصلك نهاية الشهر.

هذا التطور له فوائد جمة سهلت على الإنسان تفاصيل كثيرة في حياته، فبات الهاتف المحمول والكمبيوتر بتطبيقاتهما المختلفة، الرفيق الأول لكثير من الناس الذين يسرفون ساعات طوال وهم يتصفحون الأخبار أو يلعبون أو يتحاورون أو غير ذلك من الخدمات المتاحة، وهذا التعلق الأقرب إلى الإدمان في بعض الأحيان، بدأت تظهر أعراضه السلبية على الصحة، ومن أخطر هذه الأعراض ما بات يعرف باسم مرض نص الرقبة أو (text neck) وهو مصطلح طبي أطلقه أخصائي تقويم العظام الطبيب “دين فيش مان” عام 2008 حين فحص مريضة تبلغ 17 عامًا، كانت تشكو من ألم في الرقبة، والصداع، فاكتشف بعد مراقبتها عدّة مرات، وضعية جلوسها الخاطئة، حيث كانت تجلس على الكرسي منحنية على هاتفها، لإرسال الرسائل.

وبالانتقال للحالة السوريّة بخصوصيتها في ظل الحرب المفروضة من قبل نظام الأسد على الشعب الثائر، والذي وجد نفسه محرومًا من الماء والكهرباء ووسائل التواصل المختلفة بما فيها الانترنت، ليصبح الآلاف من الأشخاص يعيشون بعزلة تامة عن العالم الخارجي، عزلة كان لابد من كسرها باللجوء للمتاح من مولدات كهربائية وأجهزة انترنت فضائية ومقويات محلية الصنع للحصول على الانترنت من مناطق سيطرة النظام.

ويجري هذا كله بهدف معرفة أخبار الاشتباكات الجارية على الأرض وأماكن القصف، أو بهدف التواصل مع الأهل والاقارب في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد أو في دول اللجوء، وبالتالي الجلوس ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.

وفي جولة لراديو الكل في المناطق المحررة بسوريا طرح سؤالًا على الأهالي عن عدد الساعات التي يقضونها على الهاتف الجوال أو الكمبيوتر للتواصل، وكشف معظمهم أنهم يجلسون ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف المحمولة، تتجاوز في بعض الأحيان الـ 12 ساعة يوميًا.

من جهته، أوضح أخصائي الجراحة العظمية الدكتور “علاء حمود” أن نص الرقبة هو نوع من أنواع التشنجات التي تصيب الرقبة يندرج تحت مصطلح يعرف بـ (تقوّم العمود الرقبي) اذ تصبح عضلات الرقبة أكثر قساوة، ومن الممكن أن تتطور الحالة لتصبح ديسك رقبي في حال الإهمال وعدم التقليل من الجلوس ساعات طويلة أمام الهواتف المحمول، ناصحًا بتغير وضعيات الجلوس بشكل مستمر والمشي كل نصف ساعة للتخفيف من الضغط والتشنج على عضلات الرقبة وأيضا ممارسة الرياضة والتدليك بزيت الزيتون بعد وضع كمادات دافئة.

وأضاف “حمود” لراديو الكل أن أبرز علامات الخطورة التي يجب أن ينتبه لها المريض، هو شعوره بالخدر في اليدين ما ينذر بتدهور الحالة والإصابة بالديسك الرقبي، مؤكدًا ضرورة مراجعة الطبيب في الحالة السابقة أو في حال الشعور بخدر في القدمين مع ألم في العمود الفقري ما ينذر بالإصابة بديسك في الظهر.

هذا ويذكر أن الباحثون توصلوا إلى أن مقدار القوة الواقعة على الرقبة يزيد بدرجة الانحناء، فميل الرأس بزاوية 45 درجة يزيد الضغط الذي يعادل 22 كيلوجرامًا على الرقبة، وعندما يحني الشخص رأسه بزاوية 60 درجة للنظر إلى شاشة الهاتف مثلًا يضع ضغطًا يعادل 27 كيلوجرامًا على الفقرة الرقبية، أما ميل الرقبة بزاوية 30 درجة فيعادل قوة ضغط 18 كيلوجرامًا، وتؤدي الضغوط الإضافية إلى الاهتراء والتلف والذي يؤدي في نهاية الأمر إلى العمليات الجراحية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى