1500 لغم و252 نقطة عسكرية في محيط الزبداني ومضايا تمنع دخول أي مواد غذائية للمحاصرين

نيفين الدالاتي – راديو الكل

معاناة أهالي الزبداني ومضايا لا تتوقف عند القصف الذي يستهدف منازلهم، فالحصار المطبق من الجهات كافة ينذر بعودة مشاهد الجوع التي شهدتها المنطقة قبل نحو عام.

الأمم المتحدة حذّرت قبل أيام من تفاقم شحّ المساعدات الإنسانية في أربع مناطق، من بينها الزبداني ومضايا المحاصرة من قبل قوات النظام وميليشيا “حزب الله”، مشيرة إلى أن “ما يزيد حدة الحصار الجائر وغير المبرر على الإطلاق ترتيبات المعاملة بالمثل بين البلدات، ما يجعل وصول المساعدات الإنسانية عرضة لمفاوضات مضنية لا تقوم على المبادئ الإنسانية”، وناشدت الأمم المتحدة كافة الأطراف للسماح بإيصال مساعدات عاجلة إلى السكان قبل أن تحلّ بهم “كارثة إنسانية وشيكة”، وفق وصفها.

مضايا التي تضم أكثر من أربعين ألف مدني، نصفهم من أهالي مدينة الزبداني الذين حشرهم النظام فيها، يعاني سكانها من تبعات الحصار المستمر منذ ما يقارب عامين، ومن نقص إمدادات الغذاء وارتفاع أسعاره إن وجد، نتيجة تلاعب التجار بمشاركة حواجز النظام التي تتقاضى أتاوات مقابل سماحها بدخول كميات قليلة منه، فيما تضيف جغرافية المنطقة بعداً مأساوياً على معاناة المدنيين، حيث يتمركز النظام وقناصاته في 35 نقطة عسكرية ضمن الدائرة الأولى حول البلدة، إضافة لـ 252 نقطة ومعسكرات أخرى تنتشر على الجبال وفي محيط المنطقة، وهو ما يمكنه من استهداف أي تحرك، فضلاً عن إغلاقه كافة المنافذ والممرات الجبلية عبر إنشاء حقول ألغام تضم أكثر من 1500 لغم حسب تقديرات ناشطين، وهو ما يمنع تهريب أي من المواد الأساسية كالغذاء والدواء والمحروقات.

طول أمد الحصار؛ تسبّب بجملة من الأمراض أكثرها انتشاراً أمراض سوء التغذية والامتصاص، وحالات القصور الكلوي، فضلاً عن الأزمات النفسية، بحسب الناشط المدني “حسام محمود” الذي شدّد في حديثه مع راديو الكل، على أن المطلوب هو رفع الحصار عن البلدة وفتح المعابر أمام المدنيين لتحصيل متطلباتهم بأنفسهم.

ثلاثة وثلاثون طفلاً حصيلة ضحايا الحصار المستمر بشكل كامل منذ عامين، حسب ما وثق ناشطون في البلدة كان آخرهم الطفل “حسين علاء الدين” الذي توفي بعد إصابته بشظية في الرأس وعدم توفر العلاج، فيما ينذر تأخر دخول المساعدات الأممية بتفاقم حالات المرضى والمصابين حسب ما حذر الدكتور “محمد درويش” أحد أعضاء الهيئة الطبية.

من جهته قال الناشط المدني “سمير علي” إن اتفاقية المناطق الأربع التي تم الاتفاق عليها في أيلول/سبتمبر 2015؛ جعلت الزبداني ومضايا ضمن المعادلة السياسية مقابل بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب والمحاصرتين من قبل جيش الفتح، وفرضت عملية معقدة لا تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى الزبداني ومضايا أو إخراج أي جريح منهما؛ إلا مقابل خروج حالة مماثلة من بلدتي كفريا والفوعة، الأمر الذي زاد من معاناة المدنيين الذين يعتبرون هذه الاتفاقية أسوء ما حل عليهم.

هو موت بطيء تشهده بلدة مضايا المحاصرة وجارتها الزبداني، التي لا يبدو أن النظام مستعد للتخلي عنها كونها منطقة محاذية لمعقل حليفه “حزب الله” في لبنان، في وقت لا يبدو أن المنظمات الدولية تتعامل بجدية مع أزمة المحاصرين، الذين لم يدّخروا طريقة للمناشدة والاستغاثة ولكن ما من مجيب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى