“خرج ولم يعد”… عنوان حوادث يومية في إدلب وريفها تنتهي بجثث في الشوارع

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

لم تعد أخبار الخطف والقتل شيئاً جديداً في محافظة إدلب، حيث ألف الأهالي حوادث عدة عنوانها “خرج ولم يعد”، والتي غالباً ما تنتهي بجثث ملقاة في الطرقات.

المحافظة الوحيدة التي هي اليوم بأكملها خارج سيطرة النظام؛ تواجه تحديات وصعوبات على مختلف الأصعدة، وخاصة الوضع الأمني الذي برز إلى الواجهة مؤخراً، مع تزايد عمليات الاغتيال ومسلسل العبوات الناسفة، فضلاً عن عمليات السطو والاعتداء التي تتم باستخدام الدراجات والسيارات من قبل عصابات ملثمة تقوم بقطع الطرقات وسرقة الناس.

تختلف التفسيرات لحالة الفلتان الأمني هذه؛ إلا أن الآراء تتفق جميعها بأن انتشار الجرائم بات سمة شبه عامة في المنطقة، حرمت معها المدنيين من الإحساس بالأمان وخاصة في ساعات الليل، في ظل عدم وجود شرطة أو دوريات منتظمة لها، حسب استطلاع للرأي أجراه راديو الكل في إدلب.

فوضى انتشار السلاح وغياب الرقابة؛ هو السبب الرئيسي وراء مشهد الاختفاء والقتل حسب ما رأت آراء عدة، فيما ألقى آخرون اللوم والمسؤولية على عاتق الحواجز المنتشرة بمعظمها بعيداً عن الأحياء السكنية، وهو ما جعلها أشبه بالغابة والمواطن فيها ليس أكثر من رقم حسب وصف بعضهم.

على المقلب الآخر، وفي مقابل الآراء التي رأت بأن الفشل هو الطابع العام للوضع الأمني في المنطقة؛ قال آخر إن الوضع يعتبر جيد ضمن المعطيات والظروف الراهنة، أما عمليات الاغتيال فهي لا تستهدف عادة إلا القادة العسكريين دون المدنيين.

من جهته اعتبر الرائد “حسين الحسيان” رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة؛ بأن تعدد الفصائل وغياب جسم واحد يجمع القوى الأمنية؛ صعّب من مهمة الشرطة الحرة، إلى جانب وجود السلاح وانتشاره بيد عامة الشعب، وعزا انعدام الأمن في بعض المناطق إلى نقص مراكز الشرطة فيها بسبب قلة الإمكانيات، مؤكداً بأن الوضع أفضل نسبياً في الأحياء التي تنتشر فيها نقاطهم حسب ما صرح لراديو الكل.

ورداً على سؤال عن مدى فعالية وتواجد الشرطة الحرة على الأرض كقوة تنفيذية أمام كل هذا الكم من السلاح؛ أشار “الحسيان” إلى أنهم نجحوا بفرض وجودهم بناء على المهنية في العمل، وهو  ما منحهم ثقة المجتمع عموماً والفصائل العسكرية خصوصاً، التي يحكم التعاون والتنسيق العلاقة بينهما كما تابع يقول.

إذاً ومع تصاعد عمليات القتل والاختطاف في مناطق إدلب، لم يعد من المجدي توصيفها بأنها “حوادث فردية”، لكن إلى متى ستبقى هذه القضية دون حل، ومن هي الجهات التي يتوجب عليها تحمل مسؤولياتها المنوطة بها لحفظ الأمن والاستقرار؛ سؤال برسم الفصائل العسكرية والجهات المدنية وجميع الأطراف المعنية التي تتولى أي جزء من إدارة إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى