في تحدٍ لسياسة الجوع أو الركوع ..”مطبخ خيري” في حي الوعر المحاصر
أحمد زكريا – راديو الكل
على الرغم من التصعيد العسكري اليومي، وحالة الحصار المفروض على حي الوعر داخل مدينة حمص من قبل نظام الأسد، إلا أن “مطعم الخير” أو” المطبخ الخيري”، لا يزال يتحدى الظروف الإنسانية والمعيشية، ومتابعة مهمته التي أنشأ لأجلها، وهي توزيع الوجبات الغذائية، على سكان الحي، للتخفيف من معاناتهم قدر الإمكان.
ويستهدف المطبخ، الذي تشرف عليه منظمة “هاند اند هاند” الإغاثية، العوائل التي تتخذ من الملاجئ مأوى لها، ليتم التوزيع على ملجأين فقط بشكل يومي، وبمعدل 200 وجبة يتم طبخها وتحضيرها ضمن المطبخ، وفق ما تحدث به أحد القائمين على هذا المشروع ويدعى “جهاد إدريس”.
وتعاني الأسر من عدم قدرتها على شراء كثير من المواد الغذائية، نظراً لارتفاع أسعارها واحتكار التجار لها، إلا أن “المطبخ الخيري” وبحسب “إدريس” تمكن القائمون عليه من شراء المواد الأساسية من تجار الأزمات، بأسعار باهظة جداً، ليصار إلى تقديمها للأهالي بشكل مجاني.
وأوضح “إدريس” أن “المطبخ” يبدأ عمله مع ساعات الصباح الأولى، ليبدأ الكادر المكون من عدد من الطباخين، بطهي الطعام وتجهيزه، ومع ساعات الظهيرة، ينطلق فريق العمل إلى الملاجئ المستهدفة وفق برنامج محدد، ليتم تسليم الوجبات للأُسر المستحقة، وفق بطاقة المعونة الموجودة لدى كل أسرة”.
ويضم حي الوعر ما يقارب من 100 ألف مدني، ما يشكل ضغطاً كبيراً على عمل المنظمات الإغاثية ، والتي لا تتمكن من تلبية احتياجات جميع العوائل، نظراً للحاجة المتزايدة يوماً بعد يوم.
وفي هذا الصدد، يقول “إدريس” إن “المطبخ لا يستطيع تقديم الوجبات لسكان الحي”، ما اضطرهم لوضع آلية للتوزيع، واستهداف العوائل الأشد فقراً وعازة، مطالباً بضرورة دعم هذا المشروع بشكل أكبر، لتصل الوجبات الإغاثية، لأكبر عدد ممكن من المدنيين.
ولم يقتصر عمل منظمة “هاند اند هاند” على توزيع الوجبات الغذائية عن طريق المطبخ الخيري، بل امتد لمشاريع إغاثية أخرى، وتوزيع مواد الخبز وأيضاً اللحوم على عدد من سكان الحي المحاصر، وسط إقبال وترحيب كبيرين من قبل الأهالي.