المعارضة في جنيف تقول إن النظام ماض بتفريغ محيط دمشق تزامناً مع المفاوضات

قال وائل علوان المتحدث الإعلامي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، التابع للمعارضة السورية، إن النظام الأسد ممعن في سياسة التهجير وتفريغ المناطق الخاضعة للمعارضة في محيط دمشق، تزامنا مع “جنيف 4”.
وأوضح علوان أن النظام وبالتزامن مع مفاوضات جنيف، يشن حملة عسكرية على الأحياء الشرقية لدمشق (برزة و القابون)، بهدف توسيع الحزام الأمني له، وكذلك خنق الغوطة الشرقية (بريف دمشق) وحصارها بشكل كامل كما حدث في داريا والمعضمية.

علوان وهو أيضا الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” أحد أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية، أضاف أن المعول عليه في وقف “شلال الدم” بسوريا ليس المسار السياسي، وإنما  صمود الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، لاسيما في حي الوعر (بمدينة حمص وسط سوريا) والغوطة الشرقية، ودرعا (جنوب).
وشدد على أن تحرير مدينة الباب  ضمن عمليات “درع الفرات”، كان لها أثر كبير في إعطاء رسالة “أننا سنناور سياسياً في أروقة جنيف لكننا لن نتخلى عن المناورة العسكرية طالما النظام مستمر في خروقاته”.

وبين علوان أن المعارضة لمست بشكل دائم فرقا كبيرا وهوة عميقة بين عمل قاعدة حميميم وإدراتها للعمليات العسكرية ومساعدتها للنظام، وبين الوعود التي تلقتها من وزارة الخارجية الروسية.

و”حميميم” هي قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل، تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية (غربي سوريا)، وتوسع دورها بعد توقيع موسكو اتفاقا مع نظام الأسد في أغسطس/آب 2015، منح القوات الروسية الحق باستخدامها في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.
واستخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة السورية منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015.

وفي ذات السياق، أكد المتحدث، أن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه (دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر/كانون أول 2016)، لم يترجم على الأرض، وكذلك اتفاقات أستانة 1 و2 (خلال الأسابيع الماضية)، محملاً النظام وإيران وروسيا مسؤولية الخروقات، وعدم توفير البيئة المناسبة للمفاوضات السياسية.

وبخصوص محادثات جنيف 4، أشار علوان إلى أن المناخ المتوتر نتيجة عدم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل النظام، أدى إلى خفض نسبة التفاؤل لدى الأطراف جميعاً، الأمر الذي يعطي انطباع بأن “(بشار) الأسد ومن خلفه إيران و روسيا ممعن بالحل العسكري ولايريد إنجاح العملية السياسية”.

وشدد المتحدث باسم وفد هيئة المفاوضات أن نجاح المسار السياسي في جنيف، يحرج النظام السوري، لذلك يقوم بالتعطيل والمماطلات الكبيرة.
واتهم النظام السوري باستثمار الإرهاب حتى لا يتورط بمناقشات الانتقال السياسي.

وقال علوان إن “الإرهاب في سوريا مصدره النظام ، ولا يجد الإرهاب مناخاً له إلا من خلال الاستبداد الذي يحكم به لأسد”.
وعن أهمية تحرير مدينة الباب، أوضح المتحدث: “كان هناك أثر كبير جدا للمساعدات التركية للجيش السوري الحر، وكان له أثر في تحرير الكثير من المدن و المناطق، وحمايتها وتأمين عودة المدنيين إليها لتنعم في جو من الأمان والحرية والديمقراطية مثل جرابلس و أعزاز”.
واعتبر علوان أن “تحرير الباب له رمزية كبيرة جداً عسكريا، فهي معقل حصين من معاقل الإرهاب، فهي من أكبر مراكز داعش ونقاطها العسكرية الكبيرة، وتعد عملية تحرير الباب بالنسبة للجانب التركي لأمنه الداخلي وحدوده، وللجيش السوري (الحر) هو بوابة تحرير الشمال السوري من الإرهاب”.
وأضاف: “نؤمن أن تحرير الرقة (شمال وسط) يبدأ من تحرير الباب”.

وبخصوص الأهمية السياسية لتحرير الباب، قال إنها “أحد أهم الأمثلة على أن الجيش السوري الحر لم يدن الإرهاب بالبيانات والتصريحات فحسب، وإنما يعمل على القضاء عليه بمساعدة الحلفاء والمجتمع الدولي”.
واختتم: “نطلب من المجتمع الدولي مساعدة أكبر للجيش الحر الذي يعد مفتاح محاربة الإرهاب في سوريا، في حين لا يمكن التعويل على نظام الأسد في محاربة الإرهاب”، لأنه من يتخذه شماعة لوجوده.

 

راديو الكل – الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى