لجنة دولية: الوقت غير مناسب لإعادة اللاجئين السوريين بسبب استمرار الحرب

صفعة ثانية لنظام الأسد وروسيا في مسألة اللاجئين السوريين.. التفاصيل داخل الرابط.

أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، أمس الخميس، أن “الوقت غير مناسب” لإعادة اللاجئين إلى سوريا، بسبب استمرار الحرب ضد المدنيين، التي يشنها نظام الأسد منذ آذار عام 2011، في صفعة ثانية خلال هذا الشهر للنظام وروسيا بمسألة عودة اللاجئين.

وقدمت اللجنة تقريراً مكوناً من 46 صفحة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بحسب وكالة “الأناضول”.

وصرحت عضو اللجنة كارين كونينج أبوزيد: “هذا الوقت غير مناسب لأي شخص يفكر في أن سوريا بلد مناسب لإعادة اللاجئين، فالحرب ضد المدنيين السوريين ما زالت مستمرة”.

وأظهر التقرير -الذي أُعد في الفترة بين 1 تموز 2020 و30 تموز 2021- بأن نظام بشار الأسد يسيطر على 70% من الأراضي، و40% بالمئة من عدد السكان، وفق ذات المصدر.

وأضافت أن الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة، وأن حالات الاعتقال التعسفي التي يمارسها النظام مستمرة بلا هوادة، وأن اللجنة مستمرة بتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.

وأكدت أبو زيد استمرار القصف الجوي والمدفعي شمال غربي سوريا، عقب اتفاقية وقف إطلاق النار، الموقعة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 5 آذار عام 2020.

وأوضحت عضو لجنة التحقيق الدولية، أن الاقتصاد السوري يتدهور بسرعة، وأن ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية وزيادة انعدام الأمن الغذائي ارتفع بأكثر من 50 بالمئة مقارنة مع العام الماضي، مشيرةً إلى استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا.

وفي اتصال مع راديو الكل، اليوم، قال مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان “محمد كاظم هنداوي”، إن المنظمات الدولية لديها معايير لتقييم الواقع على الأرض، و”انتصار النظام وحلفائه عسكرياً، لا يعني قبوله من جانب هذه المنظمات”، كما لا يعني أن الأوضاع تغيّرت.

وأكد “هنداوي” أن نتيجة تحقيق اللجنة الدولي صفعة أُخرى لنظام الأسد وروسيا، بعد تقرير منظمة العفو الدولية، الذي أكدت فيه أيضاً على أن سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين.

وبيّن أن النظام يعمل بدعم من حلفائه على الدفع باتجاه إعادة قبوله سياسياً، من الباب الحقوقي، وهذا جدار عال أمامه.

وكانت قد كثّفت روسيا ضغوطها لإعادة اللاجئين السوريين، خلال السنوات القليلة الماضية، دعماً لنظام الأسد، في مساعيه لإعادة السيطرة على سوريا ودفع الدول لتمويل عمليات “إعادة الإعمار”.

وفضلاً عن الضغوط الدبلوماسية التي مارستها روسيا في هذا الاتجاه، نظّمت أيضاً مؤتمرين لإعادة اللاجئين في دمشق، العام الماضي، وصيف العام الحالي.

ووثقت منظمة العفو الدولية (amnesty) بتقرير نشرته في أيلول الحالي، جرائم اعتقال وتعذيب وانتهاكات مختلفة ارتكبتها قوات نظام الأسد، بحق لاجئين سوريين عادوا في الآونة الأخيرة إلى سوريا، مؤكدة أن سوريا ليست آمنة بالنسبة للسوريين، مطالبة الدول الأوروبية بإيقاف أي ضغوط مباشرة أو غير مباشرة تهدف لدفع اللاجئين إلى العودة.

وأكد التقرير الذي حمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت” أن قوات الأمن التابعة لنظام الأسد أخضعت مواطنين سوريين ممن عادوا إلى وطنهم بعد طلبهم اللجوء في الخارج للاعتقال والإخفاء والتعذيب.

ودعت المنظمة البلدان المضيفة للاجئين السوريين إلى “الاستمرار في إيوائهم وإتاحة ملاذ آمن لهم، وضمان الاستمرار في حمايتهم من فظائع الحكومة السورية”.

راديو الكل – الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى