صحيفة: الضربات الأمريكية ضد “داعش” في سوريا اعتبرت المدنيين “إرهابيين”

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الشهر الماضي، عن مقتل العشرات من المدنيين بغارة أمريكية في سوريا عام 2019.

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها، أن القيادة العسكرية الأمريكية لم تنشر بيانات حول أعداد الضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال، نتيجة غاراتها في سوريا والعراق وأفغانستان، مؤكدة أن الكثير من الضربات الأمريكية ضد “داعش” اعتبرت المدنيين “إرهابيين”.

ووفق ما نقل موقع “روسيا اليوم” أمس السبت، عن الصحيفة الأمريكية، التي حصلت على أكثر من 1.3 ألف وثيقة داخلية في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن “قيادة البنتاغون لم تجر تحقيقات كاملة في مثل هذه الحوادث ولم تتخذ إجراءات منعها في المستقبل”.

وأوضحت: “وفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن البنتاغون، عند ضرب مقاتلي داعش في العراق وسوريا، لقي 1417 مدنياً مصرعهم منذ 2014، كما قتل 188 مدنياً نتيجة الضربات الجوية الأمريكية في أفغانستان منذ عام 2018، فيما تشير المواد التي حللها الصحفيون إلى أن مئات الضحايا بين السكان المدنيين لم يؤخذوا في الاعتبار ببساطة”.

وأضافت الصحيفة أنه “غالباً ما كانت الخسائر في صفوف المدنيين ناجمة عن حقيقة أن الجيش عند الاستعداد للهجوم، أساء تقدير الوضع على الأرض، واعتبر المدنيين إرهابيين، وفي كثير من الحالات، لم يعتبر العسكريون الأمريكيون أن المدنيين قد يكونوا في المباني التي قدروا أنها تعود للمسلحين”.

وتابعت: “لم يخبر العسكريون الأمريكيون القيادة بأن مدنيين بمن فيهم الأطفال، قد يكونوا في منطقة تواجد الإرهابيين”.

وأكدت “نيويورك تايمز” أن “قيادة البنتاغون لم تنشر تقديراتها للخسائر المدنية المحتملة إلا في عدد قليل من الحالات، ونادراً ما تنطوي الإجراءات الداخلية على أي تغييرات استعداداً لضربات مستقبلية، ولم تؤد مطلقاً إلى إجراءات تأديبية ضد العسكريين”.

وأشارت إلى أن قيادة البنتاغون “أوصت بإجراء تحقيقات كاملة في 12% فقط من العدد الإجمالي للغارات الجوية التي قتل فيها مدنيون، واعتمدت أدلة غير كاملة أو غير صحيحة وتم إيقافها”.

وأردفت أن “القيادة الأمريكية دفعت تعويضات لأسر القتلى والمصابين في أقل من عشر قضايا فقط”.

وقبل نحو أسبوع، نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين حاليين وسابقين، أن وحدة سرية خاصة معروفة باسم “Talon Anvil” مسؤولة عن عمليات واسعة أطلقت خلالها عشرات آلاف الصواريخ والقنابل استهدفت “داعش” في سوريا، لكن هذه “القوة العاملة من الظل تجاوزت القواعد الأمنية وقتلت مراراً مدنيين”.

وأوضحت أن الوحدة الخاصة “عملت.. على مدار الساعة بين 2014 و2019، حيث حددت أهدافاً للقوة الجوية الهائلة للولايات المتحدة بما في ذلك قوافل وسيارات مفخخة ومراكز قيادة وفرق من مقاتلي العدو”.

ونقلت عن ضابط استخبارات سابق في القوات الجوية عمل على مئات مهام الخلية السرية من 2016 إلى 2018 قوله: “لقد كانوا فعالين بلا هوادة وجيدين بلا رحمة في عملهم. لكنهم قاموا أيضا بالعديد من الضربات السيئة”.

والشهر الماضي، كشفت الصحيفة ذاتها عن مقتل العشرات من المدنيين إثر غارة شنتها طائرة أمريكية على موقع بريف دير الزور عام 2019، خلال معارك التحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية” ضد تنظيم “داعش”.

وقالت إن القوات الجوية الأمريكية استهدفت النساء والأطفال بتاريخ 18 آذار 2019 في منطقة “الباغوز”، مبيّنة أن مقاتلات من طراز “F-15E” ألقت ما يزيد على طنين من القنابل على هؤلاء المدنيين وقتلتهم بعد أن حددت طائرات مسيرة مكانهم.

وأكدت أن هذه الحادثة يتم الكشف عنها لأول مرة، وهي واحدة من العمليات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين في الحرب ضد التنظيم، موضحة أن “الجيش الأمريكي لم يعلن أبداً عن الحادثة للرأي العام، ووصف أحد الحقوقيين الهجوم بأنه جريمة حرب محتملة تستوجب التحقيق”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين قاموا في كل مرة بخطوات تخفي الهجوم الذي يرقى إلى “كارثة”، وسعوا إلى التقليل من عدد القتلى وأجلوا التقارير، مؤكدة أن القوات التابعة للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة الولاية المتحدة قامت بتسوية مكان الانفجار عبر الجرافات ولم تبلغ القادة بالموضوع.

وأردفت أن تفاصيل الهجوم جُمعت نتيجة فحص الوثائق والتقارير السرية لأشهر، والاجتماعات المباشرة مع الموظفين والمسؤولين المعنيين، وبعد إرسال النتائج إلى القيادة المركزية، أقرت الأخيرة بالهجوم لأول مرة وزعمت أن الضربات الجوية كانت مبررة، وأقرت بمقتل 80 شخصاً.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية للصحيفة إن الهجوم أسفر عن مقتل 16 عنصراً من تنظيم “داعش” و4 مدنيين.

أمّا الأشخاص الـ60 الآخرون، فلم يتم التأكد مما إذا كانوا مدنيين أم لا بسبب حمل النساء والأطفال للسلاح في بعض الأحيان داخل مناطق التنظيم، حسب قولها.

واتسمت المعارك التي شنتها قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وشريكتها “قوات سوريا الديمقراطية”، ضد تنظيم “داعش”، بالعنف الشديد، حيث تسبب القصف العنيف بمقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية في المناطق التي كانت في قبضة التنظيم، خصوصاً في محافظتي الرقة ودير الزور.

وأعلنت الولايات المتحدة و”قوات سوريا الديمقراطية” القضاء على آخر جيوب تنظيم “داعش” في سوريا، في منطقة الباغوز بريف دير الزور، بشهر آذار عام 2019.

راديو الكل – متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى