النظام يحدد عقوبة من يمس بهيبته على الفيسبوك.. وسوريون يسخرون

دمشق ـ راديو الكل

أثارت التصريحات التي أدلت بها رئيسة النيابة العامة المختصة بجرائم المعلوماتية موجة من التعليقات، ومعظمها ساخرة، بعد الحديث عن العقوبات التي تطول من ينشر أخباراً “توهن عزيمة الأمة”.

وأجرت إذاعة “نينار اف ام” الموالية لنظام الأسد لقاءاً مع “رئيسة النيابة العامة المختصة بجرائم المعلوماتية والاتصالات” التابعة للنظام هبة الله محمد سيفو، تحدثت فيه عن تلك العقوبات قائلة: “كل سوري يذيع في الخارج أنباء كاذبة من شأنها أن تنال من هيبة الدولة يعاقب بالسجن 6 أشهر على الأقل وغرامة مالية تقدر بين ألفين و 10 آلاف ليرة سورية”.

وسرعان ما شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً ساخراً ومتهكماً على تصريحات القاضية سيفو، إذ قال أحدهم: “يا بلاش هيبة الدولة بـ 4 يورو للـ 20 ما شاء الله شو مهيوبة”.

وتمحورت التعليقات حول تصريحات القاضية هبة الله سيفو، بالتساؤل عن ماهية تلك “الأمة”، وما هو “وهن العزيمة”، وقال البعض: إن الفساد في البلاد هو “وهن لعزيمة الأمة”.

وأضاف آخر: “إذا كان رئيس البلد حيوان ومتهم بأنه إنسان ويتم انتخابه من قبل بعض الناس ما هو الحكم على هؤلاء” في إشارة منه إلى وصف ترامب لبشار الأسد بالحيوان.

وسخر آخر بقوله: ما حكم الذي يقول إن البلد منزوعة السيادة، مشيراً إلى اللقاء المهين لبشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لطهران، ولقائه المرشد الإيراني (علي خامنئي) وبعده الرئيس (حسن روحاني)، وسط غياب المراسم الدبلوماسية عن الزيارة، وذلك بعد تسريب الصورة المذلة لبشار الأسد أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاعدة حميميم عام 2017، وهو يقف (الأسد) بين ضباط روس في الخلف، وينظر بإذلال نحو الأرض خلال خطاب لـ (بوتين) بالجنود الروس داخل القاعدة.

وذكرت القاضية العقوبات التي يفرضها قانون العقوبات السوري على من يقوم بـ “نشر أخبار كاذبة، أو مبالغ فيها، في أوقات الحرب، من شأنها أن توهن نفسية الأمة ومنها الأشغال الشاقة المؤقتة”.

وعلق مذيع إذاعة “نينار اف ام” بأن العقوبات شديدة و “الناس لا تعرف ما الذي تقوم به من نشر أخبار تلحق ضرراً بالدولة، فتوافق سيفو، وتقول: “من أجل ذلك يجب أن نكون واعين للأخبار التي نسمعها.. والمهم أن نعود لمصدر الخبر، ونتأكد هل هو موثوق؟”.

وتؤكد أن الخبر الموثوق هو الذي يأتي من الجهات الرسمية، أما الأخبار الثانية فلا يجب أن نعيرها أي انتباه، ولا أن نتداولها.

ويسأل المذيع: هل نستطيع أن نشتكي على تلك الصفحات؟ قالت سيفو: يمكن لأي شخص وطني أن يقدم معروضاً ويشتكي.

وحول الصحفيين، تقول سيفو: إنه لا يتم “توقيف الصحفي” إذا حقق شرطين: أن يكون صحفياً مرخصاً له بالعمل، وأن ينشر على موقع رسمي مرخص.

وإذا نشر على صفحته بـ”فيسبوك”؟ يسأل المذيع، فترد عليه القاضية: “هنا يكون الوضع مختلفاً”، مشيرة إلى أن العقوبة تتضاعف عندما ترتكب على الشبكة أو بواسطتها، أي يصبح الحد الأدنى 6 سنوات.

كثير من التعليقات كانت تتساءل بسخرية عن تلك العقوبات، وبعضها يحذر السوريين في الخارج، ومعظم التعليقات تناولت عبارة “وهن نفسية الأمة” أو “عزيمة الأمة” وهي التهمة التي عوقب بناء عليها عدد من الصحفيين والناشطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى