بسبب تدوينة على فيس بوك سَجن محامية بدمشق

بعد توقيف ناقد مسرحي لانتقاده مسرحية.. توقيف محامية بتهمة تحقير القضاء

ضحية النشر على فيس بوك هذه المرة محامية زجّ بها المحامي العام بريف دمشق في السجن مع موقوفات بقضايا مختلفة، من بينها المخدرات وتهريب الآثار، إضافة إلى سجينات بريئات، والتهمة هي تحقير القضاء، في حين أنّ الدليل الجرمي هو تدوينات تصف في إحداها العدالة بأنها “عمياء”، وذلك بعد توقيف ناقد مسرحي بتهمة وهن نفسية المخرج؛ كما قال عنها ساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستدعى فرع “مكافحة الجريمة المعلوماتية” بدمشق المحامية عهد قوجة للتحقيق معها؛ بعد أن كتبت منشوراً على فيس بوك يتعلق باستغلال أحد المطاعم لنبع أبو زاد في منطقة بلودان، وتعبئة المياه من النبع وبيعه في مطعمه، وانتقدت فيه القضاء الذي لم يحرّك ساكناً لوقف مثل تلك الاعتداءات.

أحد المحامين -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- وصف ما جرى بأنه “سابقة خطيرة ويدقّ ناقوس الخطر، إذ يظهر أن المحامي لا حصانة له ولا يستطيع أن يبدي رأيه” حتى لو كان السجن ليوم واحد كما هو الحال مع المحامية عهد قوجة.

وازدادت حالات “التوقيف” بجرم النشر، وبناءً على ما يسمى “جرائم معلوماتية” أخيراً في سوريا، ولعلّ “أغرب” تلك الحالات كان “توقيف” ناقد ومخرج مسرحي بعدما نشر على صفحته الشخصية تدوينةً انتقد فيها عرضاً مسرحياً في مدينته اللاذقية، ووصف العرض بأنه ينتمي إلى “المسرح الهزيل” وقد قوبل الأمر بانتقادات ساخرة؛ منها ما قاله البعض عن أن تهمة الناقد كانت “وهن نفسية المخرج”.

وفرضت جامعة دمشق قبل نحو شهرين عقوبة الفصل مدة ثلاثين يوماً على إحدى الطالبات بسبب كتابة منشور على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد الجامعة، كما فرضت عقوبة الإنذار على زميلتها بسبب إعجابها بالمنشور.

وكانت رئيسة النيابة العامة المختصة بجرائم المعلوماتية والاتصالات التابعة للنظام “هبة الله محمد سيفو” أكدت أن قانون العقوبات السوري يعاقب كلّ من يقوم بـ نشر أخبار كاذبة، أو مبالغ فيها، في أوقات الحرب، من شأنها أن توهن نفسية الأمة.. ومنها الأشغال الشاقة المؤقتة.

في حين شنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً ساخراً ومتهكّماً على تصريحات القاضية سيفو؛ متسائلين عن ماهية تلك “الأمة”، وما هو “وهن العزيمة”، وقال البعض: إن الفساد في البلاد هو “وهن لعزيمة الأمة”.

وأضاف آخر: “إذا كان رئيس البلد حيواناً ومتّهماً بأنه إنسان ويتم انتخابه من قبل بعض الناس.. فما هو الحكم على هؤلاء” في إشارة منه إلى وصف ترامب لبشار الأسد بالحيوان.

واعترف نقيب المحامين في دمشق نزار السكيف، أن القضاء يتعرض لنوع من الانهيار، مشيراً إلى فساد منتشر عند بعض القضاة والمحامين.

وأصدر النظام العام الماضي أكثر من 800 مذكّرة ضبط بحق أشخاص يديرون صفحات في فيسبوك وصل عدد متابعيها إلى نحو 50 ألف شخص معظمهم من فئات عمرية تحت 25 سنةً، يتعلق معظمها بالذم والقدح والتشهير ونشر معلومات مغلوطة والنصب والاحتيال والمقامرة عبر الإنترنت وتداول سعر الصرف عبر الشبكة على صفحات “فيسبوك”، وهذا يعدّ جريمة، بحسب ما أعلنه رئيس قسم الأدلة الرقمية في فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية في وزارة الداخلية دياب الحمد.

دمشق ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى